يتخصص كل نوع
بكتيري في مهاجمة خلايا أنسجة معينة لإصابتها وعلى سبيل المثال
يصيب البعض خلايا الرئتين والبعض الآخر يصيب خلايا مجرى البول
والمثانة كما تصاب أنسجة الأجهزة التناسلية بأنواع أخرى. ومن
المعروف أن معظم البكتيريا التى تصيب الإنسان لا تصيب الحيوان.
وهذا يؤكد أن للبكتيريا طريقة معينة تتعرف بها على خلاياها
المحببة لتصيبها وقد كشفت الأبحاث العلمية أن ذلك يحدث عن
طريق تعرفها على الجليكوكالكس Glycocalyx وهى مادة خلوية تتكون
من سلسلة من عديدات التسكر Polysaccharides مرتبطة مع البروتين
والدهون توجد بداخل تركيب الغشاء الخلوى أما الـ Polysaccharides
الداخل فى تركيبها فيتباين تركيبه تبايناً كبيراً من خلية
لأخرى ومن نوع لأخر كما أنه يلعب دوراً كبيراً فى عملية الإصابة
حيث تركيبه فى خلايا الرئة مختلف عنه فى خلايا الجلد أو فى
خلايا الكبد…… الخ.
ويتضح من ذلك
أن كل نوع بكتيري يبحث عن polysaccharides معين في الأنسجة
المختلفة والذي يعتبر داله له تساعده في التعرف على عائلة
المفضل.

|

|
شكل
(1)
|
شكل
(2)
|
ومن ناحية أخرى
لا يعتبر تعرف البكتيريا على عائلها سبباً كافياً لحدوث الإصابة
حيث لابد من حدوث عملية الالتصاق ويوضح شكل (1) نموذج لهذا
الالتصاق أما عدم الالتصاق فمآله أن سوائل الجسم ستطردها للخارج.
ففي القصبة الهوائية تُطرد البكتيريا إلى أعلى عن طريق هذه
السوائل بمساعدة الأهداب الموجودة بالقصبة لتخرج عن طريق الفم
أو الأنف أو تبتلع ليقضى عليها الحامض المعوي. وإذا تواجدت
بكتيريا في المجارى البولية فإن البول يطردها للخارج.
وعن كيفية التصاق
البكتيريا بعائلها فإنها تحدث نتيجة تكون روابط كيماوية بين
البروتين البكتيري وعديدات التسكر الموجودة على أسطح خلايا
العائل وذلك فى نظام أشبه بالقفل والمفتاح كما في شكل (2).

|

|
شكل
(3)
|
شكل
(4)
|
وقد كان للتعرف
على الكيفية التي تميز بها البكتيريا الخلايا المحببة والالتصاق
بها أثر كبير في استغلال هذه الظاهرة في محاربة البكتيريات
الممرضة وذلك بإنتاج مركبات كيماوية يمكنها الارتباط بعديدات
التسكر فى خلايا العائل والنتيجة فشل البكتيريا في التعرف
على خلاياه المحببة لاختفاء الدالة وهى البولي سكريدز وبذلك
فلا يحدث المرض كما في شكل (3) أو بإنتاج عقارات تتفاعل مع
البروتين البكتيري كما في شكل (4) فتصبح غير قادرة على التعرف
على عائلها.
ويتضح من ذلك
أن هناك حاجة ملحة ومستمرة للبحث عن مركبات جديدة تحسباً لتزايد
مقاومة السلالات البكتيرية للمركبات الكيماوية المعروفة ومن
بينها المضادات الحيوية. كما يصبح هناك ضرورة أيضاً للبحث
عن طرق أخرى لمطاردة البكتيريات الممرضة.
|